التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ
٧
فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ
٨
-الانفطار

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِيۤ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } خلقك فسواك بعلمه عليك فى القدم خرجت على وفق ما علمت فصرت مسويا بما فى علم الازل متصفا بصفاتى اذ كل صفة منى اورثت صفة فيك وبصورة الروح الناطقة الاولية ركبك وهى تنورها منك لا يتفاوت بين صورتك وروحك فى الخليقة والصورة فان صورتك الظاهر منقوشة بنقش صورة الروح وايضا ركبك فى صورة المحبة والولاية والخلافة والمعرفة والجهل بحقائق وجودى ووجودك الذى لو عرفته عرفتنى واطعتنى بمعرفتك لى قال الجنيد تسوية الخلق بالمعرفة وتعديها بالايمان وقال ذو النون خلقك فسواك اوجدك فسخر لك المكنونات اجمع ولم يسحرك لشئ قال الواسطى فى قوله فى اى صورة ما شاء ركبك صورة المطيعين والعاصين ومن ركبه على صورة الولاية ليس كن صورة على صورة العداوة قال الحسين من قصده بنفسه صرف عنه حظه ومن قصده به فهو المحجوب عن نفسه لانه يقول فى اى صورة ما شاء ركبك فى اى حالة ما شاء انشاك لانه خلق أدم بالطاف بره وباشره باعلاء قدره واظهر الارواح بين جلاله وجماله وخصه بنفخ الروح فيه وكساه كسوة لولا انه سرتها لسجد لها كل ما اظهر من الكون فمن داه برداء الجمال فلا شئ اجمل من كونه ومن راه برداء الجلال اوقعه الهيبة على شاهد.