التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
١٥
-المطففين

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } وصف الله قلوب للمخالفين بالقسوة والرين وذلك ميراث متابعيهم شهوات انفسهم والشهوة اذا غلبت على القلب أطبقت القلب بغاشية الغفلة فصار القلب محجوباً من انوار الذكر مملوا من الخطرات المذمومة التى تحجبه عن مشاهدة الغيب فمن كان ههنا من الغيب ورؤية الحق محجوباً فزاد حجابه عند يوم القيامة لذلك وصفهم الله بقوله { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } حجبهم عن الله ظنونهم وحسبانهم وتشبيهم وخيالهم وشهواتهم وغفلاتهم قال ابن عطا فى قوله كلا بل ران الطاعة على الطاعة حتى يحجب قلبه عن مشاهدة المنته لان العجب والرياء بالطاعة يورثان نسيان المنته وترك الحرمة قال الواسطى الكفر فى حجاب لا يرونه والمؤمن فى حجاب يرونه فى وقت دون وقت ولا حجاب له غير وليس يسعه سواه ما اتصلت بشربه بروبية قط ولا فارقت عنه قال سهل حجبهم عن ربهم قسوة قلوبهم فى العاجل وما سبق لهم من الشقاوة فى الازل فلم يصلحوا البساط القرب والمشاهدة فابعدوا وحجبوا والحجاب هو الغاية فى البعد والطرد قال ابن عطا الحجاب حجبان حجاب عبد وحجاب ابعاد فحجاب بالعبد لا تقريب فيه ابدا وحجاب الابعاد يؤدب ثم يقرب كادم عليه السلام.