التفاسير

< >
عرض

كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
٢٠
يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ
٢١
-المطففين

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } كتاب الابرار كتاب مرقوم برقم الله رقمه بسعادتهم الازلية وولايتهم الابدية وذلك الكتاب عنده لا يطلع عليه الا المقربون للمخاطبون بحديثه وكلامه المكاشفون لهم حقائق الغيبة قال ابو عثمان المغربى الكتاب المرقوم هو ما يرجى الله عى جوارحك من الخير والشر رقمها بذلك الرقم وهو لا يخالف ما رقم به وذلك الرقم معلق بالقضاء والقدر والقدرة بمشيته عليه ولا رجوع له عن ذلك ولا جلة له فيه فهو فى ذلك معذور فى الظاهر غير معذور فى الحقيقة هذا العوام الخلق واما للخواص والاولياء واهل الحقائق فانه رقم الله على كل شئ اوجه لم يشرف على ذلك الرقم الا المقربون فهم اهل الاشراف فمن شاهد ذلك الرقم من القربين عرف صاحبه بما رقم به من الولاية والعداوة فيخبر عنه وهو الاشراف والفراسة كما ان لعمر بن الخطاب رضى الله عنه حين اخبر النبى صلى الله عليه وسلم انه قال كان فى الامم متكلمون فان بك فى امتى نعمراى من اشرف على حقائق الرقم وعلى معانى الكتاب المرقوم فمن كان بذلك الحال فهو تكلم من جهة الحق بلا واسطة قال الحريرى رقم رقم الله به قلوب عباده بما قضى عليهم فى الازل من الشقاوة والسعادة فلذك رقم خفى فى اسرار العباد وظهر على هياكلهم كما قال النبى صلى الله عليه وسلم كل ميسر لما خلق له قال ابن عطا فى قوله يشهده المقربون يشهد على اسرار الاولياء والابرار من المقربين.