التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ
١
وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ
٢
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
٣
-البروج

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } السماء ذات البروج سماء قلوب العارفين ذات الابراج من العلوم والحكم والحقائق تسرى فيها الارواح والعقول لوجد ان انوار وجود الحق ولتربية عجائب الخلق والخلق { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } يوم اللقاء والكشف { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } الشاهد هو المشهود وهو يرى نفسه بنفسه اذ لا يراه احد بالحقيقة وايضا الشاهد هو اذا تجلى بتجلى الجمال والحسن والمشهود كله مستحسن جميل بجماله وايضا الشاهد هو المشهود قلوب العارفين شاهدها بنعت الكشف وايضا الشاهد قلوب المحبين ومشهود لقائه هو شاهدهم وهم مشهودهم هو شاهد العارف والعارف شاهده قال الواسطى الشاهد هو المشهود الكون لا يقال متى شهدهم ولا يحدث لله شهادة فحيث كانت الربوبية كانت العبودية لانه شهدهم قبل خلقهم علما وقدرة ورؤية وتصريف الى الايجاد والابقاء والافناء لم يحدث له فى احداث الخلق احداث لانه لا فصل ولا وصل والوجود معدوم المعدوم موجود لم يخض اباد وقته واحضرهم احداث اوقاته ولما ثبت الشهود بالمشاهدة وجب انه لم يكن عنده مفقود ابدا ويستحيل ان يكون البارى مفقود قال الفارس كلاهما عابد عليه هو الناظر علامة انه ما انفصل الكون عن المكون ولاقاربه سهل الشاهد نفس الروح والمشهود نفس الطبع وقد وقعت الى نكتة فى التوحيد انه تعالى لم يزل شاهدا فلو ثبت مشهود غير نفسه من الحدثان فاذا تقول بقدم الحادث والعلم بوجود المحدثات على الحقيقة كان مشهود الحق اذا كان فى علمه علم كينونية المكونات وكيفية وجودها فاذاً وجودها وعدمها سواء فى شهود الحق.