التفاسير

< >
عرض

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ
١
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ
٢
عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ
٣
تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً
٤
تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ
٥
لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ
٦
لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ
٧
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ
٨
لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ
٩
-الغاشية

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } وصف الله افعاله العظام يوم يبرز انوار عظمته ويبدو سطوات عزته فتغشى القلوب والابصار وذلك تحت انوار كبريائه وقهر جباريته قال تعالى وعنت الوجوه للحى القيوم ثم وصف وجوه المتكبرين الذين اتقوا من عبادة الله بالاخلاص ومن حبة اوليائه وتقشفوا على ظاهر العبادة بالرياء والسمعة بالذلة والخسارة بقوله { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } قال بعضهم خشوع الظاهر نصب الابدان لا يقربان الى الله بل يقطعان عند الا تراه يقول وجوه يومئذ خاشعة وانما يقرب منه سعادة الازل وخشوع السر من هيبة الله وهو الذى يمنع صاحبه من جميع المخالفات ثم وصف وجوه اوليائه بالنعومة والنضارة بما نالت من مشاهدة ربها بقوله { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } نعومتها بما نورها الحق من ظهور انوار جماله لها راضية لما سعت من بذل وجودها لربها حيث صارت مقبولة برضى الازل مقرونة بسعادة الازل والابد قال الحسين اى شاهدت بمشاهدته حقيقة عين الحق قال الجنيد جعل الله الطاعة والخدمة على الاشباح وخص المعرفة بالارواح.