التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ
٣٧
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ
٣٨
-التوبة

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ } ذم الله قو ما عموا عن رؤية ما بدالهم من نفوسهم من المخائيل الشيطانية التى هجتهم الى الاستبداد بآرائهم الفاسدة فى استداعهم طرق الباطل وهم راوها من انفسهم مستحسنة من قلة عرفانهم بطريق السنة الاهية قال الواسطى خيرهم على ما فيه هلاكهم ولم يعذبهم بقوله زين لهم سوء اعمالهم وسئل جعفر الصادق عن قوله زين لهم سوء اعمالهم قال هو الرياء ثم حث المؤمنين بترك الدنيا ولذتها لاجل مشاهدته وحسن رضاه بقوله { أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ } اي اخترتم موضع الكرامات وظهور الايات على كشف المشاهدات قال يحيى بن معاذ الناس من مخافة النصيحة فى الدنيا وقعوا فى فضيحة الاخرة قال الله اثاقلتم الى الارض رضيتم بالحيوة الدّنيا من الاخرة ثم وصف الدنيا بالقلّة والدناءة ووصف الاخرة بالشرف والمنزلة بقوله { فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } اى ما وجد العارف الصادق فى الدنيا من القربة والمعرفة والوجه والحالة والفضل والكرامة فى جنب ما تجده من الخصرة بعد وصوله اليها وما يرى من وصال الحق وكشف جماله اقل من قطرة فى البحار قال النهرجورى الدنيا بحر والاخرة ساحل والمركب واحد وهو التقوى والناس سفر.