التفاسير

< >
عرض

وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا
١
-الشمس

عرائس البيان في حقائق القرآن

اقسم الله بشمس جلال قدمه من اذا ارتفع من مشارق قلوب العارفين ونور بسنانها اسرارهم وايضا اى وشمس عرفانهم حين اشرقت بنور الايقان واورث لهم لطائف العيان والبيان وقمر صفاته اذا تتابع انوارها عقيب كشوف انوار ذاته فى فواد المقربين وايضا اى بقهر الايمان اذا تلا شمس العرفان ونهار صباح الازل اذا تجلى الروح الموحدين والصديقين وليل تحير اهل الفناء فى ميادين وحدانيته حيث لا يدركون من فذ درك الحقائق وايضا اى بليل قهريات عظمته اذا يغشى بعين الامتحان افئدة الطالبين والمطلوبين لان الكل فى ضرب هذا البلاء حتى قال سيد الورى صلى الله عليه وسلم انه ليغان على قلبى وسماء قلوب المحبين فيها ابراج الغيوب تسرى فيها نيرات كشوفات الملكوت والجبروت ما بينهما اقسم بالفعل ثم بالصفة ثم بالذات وجميعا خبر عن عين الجمع فى الحقيقة وعين التفرقة من حيث رسم الحقيقة وارض عقول العارفين التى هى مساقط شروق انوار المشاهدة بقوله واشرقت الارض بنور ربها والذى بسطها لتزول منها والربوبية عليها بالذى باشرها بنور الفعل والصفة والذات ليجرى فيها انهار الكواشف والمعارف وينبت فيها ازهار المحبة واثمار الحكمة ورياحين الشوق والعشق وياسمين المودة والزلفة والنفس الناطقة العارفة التى صورها بصورته والبسها نعته ووصفه فى مدارج الغيوب واسكنها فى بطون القلوب ومن سواها بتسوية الصفة ورقمها بنور الازلية سبحان المقدس عن كل شوب من العرش الى الثرى ثم بين انه تعالى عرفها طرق لطفيات الذات وقهريات الصفات بنفسها بلا واسطة.