التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ
٦
وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ
٧
وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ
٨
فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ
٩
وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ
١٠
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
١١
-الضحى

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } اى كنت يتيما منقطعا عنا فينا فاواك عنك بنا الينا ووجدك متحيرا عن ادراك حقيقتنا فكحلناك بكحل انوار ربوبيتنا حتى ادركتنا بنا ووجدك عائلا من كنوز علوم القدم ووصال الابد فاغناك بهما فاذا كان كذلك فلاطف كل منقطع عنا وهو يتيم الفراق بقوله { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } ولا نكتم شرفك ورفعتك عن كل سائل طالب وقل له حقائق لطفنا باللطف ولا تمنعه بقوله { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } وظهر بعض ما كوشفت من اسرارنا وانوارنا لطفنا ورحمتنا لكل مشتاق الى لقائنا وجبهم الينا بحديثك عنا بقوله { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } قال ابن عطا فى قوله الم يجدك يتما فاوى معناه وجد اليتيم فاوى بك ووجدك الضال فهدى بك ووجدك العائل فاغنى بك ولا يكون الوجدان الا بعد الطلب وكان طالبا له فى الازل فوجده ثم اوجده سفير بين خلقه وقال جعفر فى قوله ووجدك ضالا فهدى كنت ضالا عن محبتى لك فى الازل فمننت عليك بمعرفتى قال الحريرى وجدك مترددا عن غوامض معانى المحبة فهداك بلطفه الى ما رمته فى وهلك وهذا مقام الوله عندنا قال بندار بن الحسين فى قوله ووجدك عائلا فاغنى كنت قائما مقام الاستدلال فتعرفت اليك واغنيتك بالمعرفة عن الشواهد والدلالة وقال بعضهم فى قوله الم يجدك يتميما فاوى اى وحيد الامثل لك ولا نظير فى شرفك وهمتك فاواك اليه وقال بعضهم فى قوله ووجدك ضالا فهدى لا تعلم قدر نفسك فاعلمتك قدرك قال جعفر فى قوله فاما اليتيم فلا تقهر اى العارين عن خلعة الاسلام ولا تقنط من رحمتى فانى قادر البسه لباس الهداية والسائل اذا سالك عنى فدله على بالطف دلالة فانى قريب مجيب وقال ابن عطا المؤمنون كلهم ايتام الله فى حجره فلا تقهرهم اى لا تبعدهم عنك وسؤالهم اسرار الله فلا تنهرهم ولن لهم الطف بهم وقال ابن عطا فى قوله واما بنعمة ربك فحدث حدث به نفسك كى لا تنسى فضلى عليك قديما وحديثا قال بعضهم حدث بنعمة ربك عليك فانك لا تبلغ اقصاه لتعلم بذلك عجزك عن تعداد نعمة عليك لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم "لا احصى ثناء عليك" .