التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
١
وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ
٢
ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ
٣
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ
٤
-الشرح

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } شرح صدره صلوات الله وسلامه عليه طلوع شمس جلال الحق فيه فاضاء من روحه وقلبه وعقله وطار روحه فى الازل وطار عقله فى الابد وطار قلبه فى الجبروت ونفسه فى الملكوت فتولى الحق شرح صدره بنفسه لا بغيره وذلك حين ظهر لسره ذاته القديم وصفاته الازلية فصار موسعا مبسوطا بوسع الذات والصفات فشرحه يزيد الا الابد لان جلال الحق لا نهاية له وكان صدره محل تجلى الحق فبقى مع الحق فى ساحة الكبرياء حيث لا حيث ولا زمان ولا مكان بل نور الذات فى نور الصفات ونور الصفات فى نور الذات فهو بين النورين محتجبا بانوار الحقيقة عن اوهام الخليقة لذلك قال سبحانه روفعنا لك ذكرك رفع قدره عن ادراك كل ادارك واعلى ذكره عن السنة كل وصاف لا يصفه الاولون والأخرون بكمال وصفه لانه كان منسلخا بانوار الربوبية من اوصفا الحدوثية لذلك قال { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } وتلك الحدوثية اثقل جناح همته العلية الربانية حيث منعته عن الوصول بالكلية بقوله { ۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } فلما خفته عن ذلك جعله رفيع القدر بقدره لذلك قال { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } وسع صدره اولا بكشف المشاهدة فلما وصل اليه اثقال سطوات الربوبية وثقل عليه صدمات القدوسية كان ان يفنى تحتها فبدلها الله له وانوار الكبرياء بانوار البقاء وانوار الجلال وانوار القدس بانور الانس وجعله متصفا بصفاته فقوى بالحق وحمل الحق بالحق وقال سبحانه الم نشرح لك صدرك الى قوله ذكرك قال سهل ام نوسع صدرك بنور الرسالة فجعلناه معدنا للحقائق وقال ابن عطا لم نوسع سرك لقبول ما يرد عليك وقال فى قوله وضعنا عنك وزرك اعباء النبوة والرسالة فكنت فيها محمود الاحامد او قال جعفر الم نشرح صدرك لمشاهدتى ومطالعتى وقال القسيم وضعنا عنك وزرك الم ازل ملاحظة المخلوقين عن سرك قال ابن عطا فى قوله ورفعنا ذكرك جعلت تمام الايمان بى بذكرك معى وقال ايضا جعلتك ذكر امن ذكرى فكان من ذكرك ذكرى وقال ذو النون هم الانبياء تحول حول العرش وهمة محمد صلى الله عليه وسلم فوق العرش لذلك قال ورفعنا لك ذكرك قال سهل ازلنا عنك الهمة الا لنا والفكرة فى سوانا والحركة والسكون الا بامرنا وقيل فى قوله انقض ظهرك هو الرجوع من حال المشاهدة الى حال بلاغ الرسالة.