التفاسير

< >
عرض

ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ
١
-العلق

عرائس البيان في حقائق القرآن

كان عليه الصلاة والسلام شاهدا فى الحضور غائبا عن الرسوم تحول حول الحقائق وتكتم اسرار المعرفة لا يتحدث بحديث العشق ولا يرمز بلطائف المحب كان مستغرقا فى القرب كانه جعل القسمة فى جانب عن الاجانب فى حواس عن تلك القصة معرضا مراقبا عاشقا كانما كانه كان لم يكن له خبر وهو كان فى محل العيان لكن لم يكن فى البيان واقبل بالسر نحو المراد وان لم يكن هناك فى المراد قرع الحق باب قلبه لانه هو المريد والحبيب هو المراد الاحد طالب واحمد المطلوب لا جرم الطلب من ندا اذا اوحى اليه قبل طلبه فقال اقرأ كانه كان قاريا اذ شاهد الحق بالحق فى الازل ولكن كان غائبا عن المحضر الا على لشهوده مشاهدة الادنى فقال ما انا بقارئ يعنى انا لا أقرأ غير الثناء عليه قال اقرأ باسم ربك الذى خلق خذه بالاسم وكشف على ظاهر المعرفة ثم بان المسمى له بقوله ربك ثم غيبه فى الغيب وحيره فى الهوية بتحقيق الاشارة بقوله الذى فلما غاب فى الغيب اخذ يده من استغراقه فى بحر الازل واحضره ساحة انوار الصفات فى مشاهد الافعال بقوله الذى خلق هكذا فعل المرادين وجعل الطالبين حيرانا فى طلبه الا يرى شان موسى عليه السلام كيف اقبل عليه فى طلبه فناجاه بعد اربعين يوما لانه كان مريدا والمصطفى صلى الله عليه وسلم كان مراد الدلك ناجاه بالبديهة اظهار المحبة البالغ واصطفائيته الكاملة الخليل قال انى ذاهب الى ربى والكليم قال وعجلت اليك رب لترضى وحيث ظهر كمال المحبة قال سبحان الذى اسرى قال بعضهم اهل الارادة فى الطلب والمراد دون مطلوبون الا ترى ان ابراهيم كان طالبا بقول هذا ربى ولئن لم يهدتى ربى وانى ذاهب الى ربى سيهدين والمراد مطلوب وذلك صفة الحبيب صلوات الله وسلامه عليه الا ترى انه لما قيل له اقرأ باسم ربك استقبله الامر من غير طلب.