التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب
١٩
-العلق

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب } لما انكشف صفات القدم للحبيب كان ان يسكر وشطح وغلب بما راى فى نفسه من احاطة انوار الربوبية جره الحق من مقام الربوبية الى معدن العبودية بان نصب له فى سجوده حجال الانس ومهد له فيه باسط القدس ليدنوا به من ويقطع مفا ونر الازل والاباد فى سجدة واحدة ليس الاقتراب بالاكتساب انما اراد خلو سره عن الدارين وتربيته فى مقام العبودية حتى يكون اماما للصدقين والمتكنين من العارفين واهل الارادة من المؤمنون اظهار للتواضع والتذلل لجبروته وملكوته قال ابن عطا اقترب الى بساط الربوبية فقد اعتقناك من بساط العبودية وقال الواسطى العوام منقلبون فى صفات العبودية والخواصف مكرمون باوصاف الربوبية ولا يشهدون غير صفات الحق لان العوام لا يحتمل الصفا لضعف اسرارهم وبعدهم عن مصادر الحق قال جعفر اقترب من حيث العبودية فقد قربتك من حيث الربوبية.