التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ
٢
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
٣
وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ
٤
-الاخلاص

تفسير القرآن

{ الله الصمد } أي: الذات في الحضرة الواحدية بحسب اعتبار الأسماء هو السند المطلق لكل الأشياء لافتقار كل ممكن إليه وكونه به فهو الغني المطلق المحتاج إليه كل شيء كما قال: { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } [محمد، الآية:38]. ولما كان كل ما سواه موجوداً بوجوده ليس بشيء في نفسه لأن الإمكان اللازم للماهية لا يقتضي الوجود فلا يجانسه ولا يماثله شيء في الوجود.
{ لم يلد } إذ معلولاته ليست موجودة معه بل به فهي به هي وبنفسها ليست شيئاً { ولم يولد } لصمديته المطلقة، فلم يكن محتاجاً في الوجود إلى شيء ولما كانت هويته الأحدية غير قابلة للكثرة والانقسام ولم يمكن مقارنة الوحدة الذاتية لغيرها إذ ما عدا الوجود المطلق ليس إلا العدم المحض فلا يكافئه أحد. { ولم يكن له كفواً أحد } إذ لا يكافىء العدم الصرف الوجود المحض، ولهذا سميت سورة الأساس، إذ أساس الدين على التوحيد بل أساس الوجود. وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أسست السماوات السبع والأرضون السبع على قل هو الله أحد" وهو معنى صمديته.