التفاسير

< >
عرض

وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ
١٠٦
أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١٠٧
قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٠٨
-يوسف

تفسير القرآن

{ وما يؤمن أكثرهم بالله } الإيمان العلمي { إلا وهم مُشْرِكون } بإثبات موجود غيره أو الإيمان العيني إلا وهم مشركون باحتجابهم بأنائيتهم { غاشية من عذاب الله } حجاب يحجب استعدادهم عن قبول الكمال من هيئة راسخة ظلمانية { أو تأتيهم } القيامة الصغرى { بغتةً وهم لا يشعرون } بنور الكشف والتوحيد، فلا يرتفع حجابهم فيبقون في الاحتجاب أبداً.
{ قُلْ هذه } السبيل التي أسلكها، وهي سبيل توحيد الذات { سبيلي } المخصوص بي، ليس عليه إلا أنا وحدي { أدعو إلى } الذات الأحدية الموصوفة بكل الصفات في عين الجمع { أنا ومن اتّبعني } في هذه السبيل وكل من يدعو إلى هذه السبيل فهو من أتباعي، إذ الأنبياء قبلي كلهم كانوا داعين إلى المبدأ والمعاد وإلى الذات الواحدية الموصوفة ببعض الصفات إلا إبراهيم عليه السلام فإنه قطب التوحيد، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم من أتباعه باعتبار الجمع دون التفصيل، إذ لا متمم لتفاصيل الصفات إلا هو عليه الصلاة والسلام وإلا لكان غيره خاتماً السبيل الحق كما ختم لأن كل أحد لا يمكنه الدعوة إلا إلى المقام الذي بلغ إليه من الكمال { وسبحان الله } أنزهه من أن يكون غيره على سبيله، بل هو السالك سبيله والداعي إلى ذاته { وما أنا من المشركين } المثبتين للغير في مقام التوحيد الذاتي، المحتجبين عنه بالأنائية، بل أنا به، فإن عنى فهو الداعي إلى سبيله.