التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ
٦٧
-يوسف

تفسير القرآن

{ لا تدخلوا من باب واحد } أي: لا تسلكوا طريق فضيلة واحدة كالسخاوة مثلاً دون الشجاعة أو لا تسيروا على وصف واحد من أوصاف الله تعالى فإن حضرة الوحدة هي منشأ جميع الفضائل والذات الأحدية مبدأ جميع الصفات، فاسلكوا طرق جميع الفضائل المتفرّقة حتى تتصفوا بالعدالة فتتطرّقوا إلى الحضرة الواحدية، وسيروا على جميع الصفات حتى يكشف لكم عن الذات. وقد ورد في الحديث: إن الله تعالى يتجلى على أهل المذاهب يوم القيامة في صورة معتقدهم فيعرفونه ثم يتحوّل إلى صورة أخرى فينكرونه { وما أُغني عنكم من الله من شيء } أي: لا أدفع عنكم شيئاً إن منعكم توفيقه وحجبكم ببعض الحجب عن كمالاتكم فإن العقل ليس إليه إلا إفاضة العلم لا إجادة الاستعداد ورفع الحجاب.