{ولقد آتيناك سَبْعاً} أي: الصفات السبع التي ثبتت لله تعالى وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والتكلّم {من المثاني} التي كرّر وثنى ثبوتها لك أولاً في مقام وجود القلب عند تخلقك بأخلاقه، واتصافك بأوصافه، فكانت لك. وثانياً: في مقام البقاء بالوجود الحقاني بعد الفناء في التوحيد {والقرآن العظيم} أي: الذات الجامعة لجميع الصفات وإنما كانت لمحمد عليه الصلاة و السلام سبعاً، ولموسى تسعاً لأنه ما أوتي القرآن العظيم بل كان مقامه التكليم، أي: مقام كشف الصفات دون كشف الذات، فله هذه السبع مع القلب والروح.
{فسبح} بالتجريد عن عوارض الصفات المتعلقة بالمادة لتكون منزّهاً لله تعالى بلسان الحال، حامداً لربّك بالاتصاف بالصفات الكمالية لتكون حامداً لِنِعَم تجليات صفاته بأوصافك {وكن من الساجدين} بسجود الفناء في ذاته {واعْبد ربّك} بالتسبيح والتحميد والسجود المذكورة {حتى يأتيك} حق {اليقين} فتنتهي عبادتك بانقضاء وجودك، فيكون هو العابد والمعبود جميعاً لا غيره.