التفاسير

< >
عرض

كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ
١٥١
فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
١٥٢
يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
١٥٣
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ
١٥٤
-البقرة

تفسير القرآن

{ كما أرسلنا } أي: كما ذكرتم بإرسال رسول { فيكم } من جنسكم ليمكنكم التلقيّ والتعلم، وقبول الهداية منه لجنسية النفس ورابطة البشرية { فاذكروني } بالإجابة والطاعة والإرادة { أذكركم } بالمزيد والتوالي للسلوك وإفاضة نور اليقين { واشكروا لي } على نعمة الإرسال والهداية بسلوك صراطي على قدم المحبة أزدكم عرفاني ومحبتي { ولا تكفرون } بالفترة والاحتجاب بنعمة الدين عن المنعم، فإنه كفران بل كفر.
{ يا أيها الذين آمنوا } الإيمان العيانيّ { استعينوا بالصبر } معي عند سطوات تجليّات عظمتي وكبريائي { والصلاة } أي: الشهود الحقيقي بي { إنّ الله مع الصابرين } المطيقين لتجليات أنواره.
{ ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله } أي: يجعل فانياً مقتولة نفسه في سلوك سبيل التوحيد ميتاً عن هواه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"موتوا قبل أن تموتوا" . هم { أموات } أي: عجزة مساكين { بل } هم { أحياء } عند ربهم بالحياة الحقيقية، وحياة الله الدائمة السرمدية، شهداء الله بالحضور الذاتيّ، قادرون به { ولكن لا تشعرون } لعمى بصيرتكم وحرمانكم عن النور الذي تبصر به القلوب أعيان عالم القدّوس وحقائق الأرواح.