التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
٦١
-البقرة

تفسير القرآن

{ لنْ نصبِرَ على طعامٍ واحدٍ } أي: الغذاء الروحاني من العلم والمعرفة والحكمة { فَادعُ لنا ربك } أي: اسأل لنا ربّك يوسع علينا، ويرخص لنا فيما تنبته أرض نفوسنا من الشهوات الخبيثة واللذات الخسيسة والتفكهات الباردة وكل ما فيه حظ النفس وعذابها. { اهبطوا مِصْراً } أي: مدينة البدن { فإنّ لكم } فيها { ما سألتُم وضُرِبَتْ عليهم الذلة } اللازمة لاتباع الشهوات والحرص في المقتنيات { والمَسكنةُ } أي: دوام الاحتياج ودوام سكنى الجهة السفلية { وَبَاؤُوا } واستحقوا { بغَضَبٍ } البعد والطرد { مِن الله ذلكَ } باحتجابهم عن آيات الله وتجلياته، والباقي ظاهر. وعلى الوجه الثاني: وبقتلهم أنبياء القلوب بغير أمر ثابت لهم عليهم يتوجه به ذلك بل بصرف باطلهم ذلك بعصيانهم أوامر القلوب والعقول واعتدائهم عن ظهورهم.