التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ
٨٣
-البقرة

تفسير القرآن

{ وإذْ أَخَذْنا مِيثَاق بَنِي إسرَائِيلَ } عاهدناهم بالتوحيد. ومقتضى التوحيد ملاحظة الحضرة الربوبية ومشاهدة تجلياتها في مظاهرها، والقيام بحقها على حسب ظهور أوصافها. وأول من يظهر عليه صفات الربوبية وآثارها في الظاهر وعالم الشهادة هما الأبوان لمكان النسبة والتربية والعطوفية، التي هي آثار الموجد الربّ الرحيم فيهما له. فالإحسان إليهما يجب أن يلي عبادة الله بحسب ظهوره في مظهريهما، ثم ذوي القربى لظهور المواصلة والمرحمة الإلهية فيهم بالنسبة إليه، ثم اليتامى لاختصاص ولايته وحفظه تعالى بهم فوق من عداهم إذ هو وليّ من لا وليّ له، ثم المساكين لتوليته رعايتهم ورزقهم بنفسه بلا واسطة غيره، ثم سائر الناس للرحمة العامّة بينهم التي هي ظلّ الرحمانية. فالإحسان المأمور به في الآية على درجاته وتفاضله في مراتبه هو تخصيص العبادة بالله مع مشاهدة صفاته في مظاهرها ورعاية حقوق تجلياتها وأحكامها.