التفاسير

< >
عرض

إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ
١٤
إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ
١٥
فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ
١٦
-طه

تفسير القرآن

وكرر { إنني أنا الله } بالتأكيد، وتبديل الربّ بالله لئلا يقف مع الصفات في الحضرة الأسمائية فيحتجب عن الذات إذ الرب هو الاسم الذي تجلى به له، إذ لا يريه عند طلب الهداية والقبس إلا بذلك الاسم العليم الهادي الذي هو جبريل، أي: إنني الواحد الموصوف بجميع الصفات { لا إله إلا أنا } لم أتكثر ولم يتعدد أنائيتي وأحديتي بكثرة المظاهر وتعدّد الصفات { فاعبدني } خصّص عبادتك بذاتي دون أسمائي وصفاتي بالعبادة الذاتية وتهيئة استعداد فناء الأنية في حقيقتي والتسبيح المطلق الذاتي { وأقم الصلوة } أي: صلاة الشهود الروحي لذكر ذاتي فوق صلاة الحضور القلبي لذكر صفاتي.
{ إنّ الساعة } القيامة الكبرى بالفناء المحض في عين الأحدية { آتية أكاد أخفيها } باحتجابي بالصفات لتنفصل المراتب وتظهر النفوس والأعمال { لتجزى كل نفس } بحسب سعيها من الخير والشرّ، ويتميز الكمال والنقصان والسعادة والشقاوة فلا أظهرها إلا لأفراد خواصيّ واحداً بعد واحد لأني إن أظهرتها ظهر فناء الكل فلا نفس ولا عمل ولا جزاء ولا غير ذلك.
{ فلا يصدّنك عنها } فتبقى في حجاب الصفات { من لا يؤمن بها } لقصور استعداده فيقف في بعض المراتب محجوباً إما بالصفات أو الأفعال أو الآثار أو الأنداد، أي: الشرك الخفيّ والجليّ { واتّبع هواه } في مقام النفس أو القلب، فإن الهوى باق ببقاء الأنائية فتهلك أنت كما هلك من صدّك.