{ من يأت ربّه } في القيامة الصغرى مجرماً مثّقلاً بالهيئات البدنية المميلة إلى الأجرام الطبيعية { لا يموت فيها } بالموت الطبيعي، فلا يشعر بالآلام { ولا يحيى } بالحياة الحقيقية فينجو من تبعات الآثام.
{ ومن يأته مؤمناً } بالإيمان اليقيني { قد عمل الصالحات } من الفضائل النفسانية المزكية للنفوس { فأولئك لهم الدرجات العلى } من جنات الصفات بحسب درجات ترقيهم في الكمالات.
{ أن أسر بعبادي } في ظلمة صفات النفوس وليل الجسمانية { فاجعل لهم طريقاً } من التجريد في بحر عالم الهيولى { يبساً } لا تصل إليه نداوة الهيئات الهيولانية ورطوبة المواد الجسمانية { لا تخاف دركاً } لحوقاً من البدنيين المنغمسين في غواشي الطبيعة الظلمانية { ولا تخشى } غلبتهم عليكم واستيلاءهم، فإنهم مقيدون محبوسون فيها، قاصرون عن شأنكم { فأتبعهم } لإهلاكهم دينهم بالانغماس في الطبيعيات فغشيهم من يم القطران ما غشيهم من الهلاك السرمدي والعذاب الأبدي، والتطبيق قد مرّ غير مرة.