التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ
٧٤
وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ ٱلصَّالِحَاتِ فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَاتُ ٱلْعُلَىٰ
٧٥
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ
٧٦
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ
٧٧
فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ
٧٨
وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ
٧٩
-طه

تفسير القرآن

{ من يأت ربّه } في القيامة الصغرى مجرماً مثّقلاً بالهيئات البدنية المميلة إلى الأجرام الطبيعية { لا يموت فيها } بالموت الطبيعي، فلا يشعر بالآلام { ولا يحيى } بالحياة الحقيقية فينجو من تبعات الآثام.
{ ومن يأته مؤمناً } بالإيمان اليقيني { قد عمل الصالحات } من الفضائل النفسانية المزكية للنفوس { فأولئك لهم الدرجات العلى } من جنات الصفات بحسب درجات ترقيهم في الكمالات.
{ أن أسر بعبادي } في ظلمة صفات النفوس وليل الجسمانية { فاجعل لهم طريقاً } من التجريد في بحر عالم الهيولى { يبساً } لا تصل إليه نداوة الهيئات الهيولانية ورطوبة المواد الجسمانية { لا تخاف دركاً } لحوقاً من البدنيين المنغمسين في غواشي الطبيعة الظلمانية { ولا تخشى } غلبتهم عليكم واستيلاءهم، فإنهم مقيدون محبوسون فيها، قاصرون عن شأنكم { فأتبعهم } لإهلاكهم دينهم بالانغماس في الطبيعيات فغشيهم من يم القطران ما غشيهم من الهلاك السرمدي والعذاب الأبدي، والتطبيق قد مرّ غير مرة.