التفاسير

< >
عرض

يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ
٨٠
كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ
٨١
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ
٨٢
-طه

تفسير القرآن

{ وواعدناكم جانب } طور القلب { الأيمن } الذي يلي روح القدس وهو محل الوحي الذي يسمونه الروع والفؤاد { ونزّلنا عليكم } من الأحوال والمذاهب من الذوقيات وسلوى العلوم والمعارف من اليقينيات { كلوا من طيبات ما رزقناكم } أي: تغذوا تلك المعارف الطيبة وتقبلوها بقلوبكم فإنها سبب حياتها { ولا تطغوا فيه } بظهور النفس وإعجابها بنفسها عند استشراقها ورؤيتها بهجتها وكمالها وزينتها { فيحلَ عليكم } غضب الحرمان وآفة الخذلان { فقد هوى } سقط عن مقام القرب في جحيم النفس واحتجب عن نور تجلي صفات الجمال في ظلمات الاستتار وأستار الجلال.
{ وإني لغفّار } لستّار صفات النفس الطاغية الظاهرة بتزييناتها واستغنائها بأنوار صفاتي { لمن تاب } عن تظاهرها واستيلائها، واستغفر بانكسارها وانقماعها ولزومها ذلّ فاقتها وافتقارها { وآمن } بأنوار الصفات القلبية وتجليات الأنوار الإلهية { وعمل صالحاً } في اكتساب المقامات كالتوكل والرضا والملكات المانعة من التلوينات بالحضور والصفاء { ثم اهتدى } إلى نور الذات وحال الفناء.