التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
٩٢
وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ
٩٣
فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ
٩٤
وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ
٩٥
-الأنبياء

تفسير القرآن

{ إن هذه } الطريقة الموصلة إلى الحقيقة وهي طريقة التوحيد المخصوصة بالأنبياء المذكورين طريقتكم أيها المحققون السالكون، طريقة { واحدة } لا اعوجاج ولا زيغ ولا انحراف عن الحق إلى الغير ولا ميل { وأنا } وحدي { ربّكم } فخصصوني بالعبادة والتوجه ولا تلتفتوا إلى غيري { وتقطعوا } أي: تفرق المحجوبون الغائبون عن الحق، الغافلون في أمر الدين وجعلوا أمر دينهم قطعاً يتقسمونه { بينهم } ويختارون السبل المتفرّقة بالأهواء المختلفة { كل إلينا راجعون } على أي مقصد وأية طريقة وأية وجهة كانوا فنجازيهم بحسب أعمالهم وطرائقهم.
{ فمن } يتّصف بالكمالات العملية { وهو } عالم موقن فسعيه مشكور غير مكفور في القيامة الوسطى والوصول إلى مقام الفطرة الأولى { وإنّا } لصورة ذلك السعي لكاتبون في صحيفة قلبه فيظهر عليه عند التجرد أنوار الصفات وممتنع { على قرية } حكمنا بإهلاكها وشقاوتها في الأزل رجوعهم إلى الفطرة من الاحتجاب بصفات النفس في النشأة.