التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
٣٨
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
٣٩
ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
٤٠
ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ
٤١
-الحج

تفسير القرآن

{ إن الله يدافع } ظلمة القوى النفسانية بالتوفيق { عن الذين آمنوا } من القوى الروحانية { إنّ الله لا يحبّ كل خوّان } من القوى التي لم تؤدّ أمانة الله من كمالها المودع فيها بالطاعة فيها وخانت القلب بالغدر وعدم الوفاء بالعهد { كفور } باستعمال نعمة الله في معصيته.
{ أذِنَ للذين يقاتلون } الوهم والخيال وغيرها من القوى الروحانية المجاهدين مع القوى النفسانية { بـ } سبب { أنهم ظلموا } باستيلاء صفات النفس واستعلائها { الذين } أي: المظلومين الذين { أخرجوا } من مقارّهم ومناصبهم باستخدامها واستعبادها في طلب الشهوات واللذّات البدنية { بغير حق } لهم عليهم موجب لذلك إلا للتوحيد الموجب للتعظيم والتمكين والتوجه إلى الحق والإعراض عن الباطل.
{ ولولا دفع الله } ناس القوى النفسانية { بعضهم ببعض } كدفع الشهوانية بالغضبية وبالعكس، أو ناس القوى مطلقاً كدفع النفسانية بالروحانية ودفع الوهمية بالعقلية والنفسانية بعضها ببعض كما ذكر { لهدمت صوامع } رهبان السرّ وخلواتهم { وبيع } نصارى القلب ومحال تجلياتهم { وصلوات } يهود الصدور ومتعبداتهم { ومساجد } مؤمني الروح ومقامات مشاهداتهم وفنائهم في الله { يذكر فيها اسم الله } الأعظم بالتخلق بأخلاقه والاتّصاف بصفاته والتحقق بأسراره والفناء في ذاته { ولينصرنّ الله } يقهر بنوره من بارزه بوجوده وظهوره { عزيز } يغلب من ماثله باستعلائه وجبروته.
{ الذين إن مكّناهم في الأرض } بالاستقامة بالوجود الحقاني { أقاموا } صلاة المراقبة والمشاهدة { وآتوا } زكاة العلوم الحقيقية والمعارف اليقينية من نصاب المكاشفة مستحقيها من الطلبة { وأمروا } القوى النفسانية والنفوس الناقصة { بالمعروف } من الأعمال الشرعية والأخلاق المرضية في مقام المشاهدة، ونهوهم { عن المنكر } من الشهوات البدنية واللذات الحسيّة والرذائل المردية والمعاملة { ولله عاقبة الأمور } بالرجوع إليه.