{ إن الله يدافع } ظلمة القوى النفسانية بالتوفيق { عن الذين آمنوا } من القوى الروحانية { إنّ الله لا يحبّ كل خوّان } من القوى التي لم تؤدّ أمانة الله من كمالها المودع فيها بالطاعة فيها وخانت القلب بالغدر وعدم الوفاء بالعهد { كفور } باستعمال نعمة الله في معصيته.
{ أذِنَ للذين يقاتلون } الوهم والخيال وغيرها من القوى الروحانية المجاهدين مع القوى النفسانية { بـ } سبب { أنهم ظلموا } باستيلاء صفات النفس واستعلائها { الذين } أي: المظلومين الذين { أخرجوا } من مقارّهم ومناصبهم باستخدامها واستعبادها في طلب الشهوات واللذّات البدنية { بغير حق } لهم عليهم موجب لذلك إلا للتوحيد الموجب للتعظيم والتمكين والتوجه إلى الحق والإعراض عن الباطل.
{ ولولا دفع الله } ناس القوى النفسانية { بعضهم ببعض } كدفع الشهوانية بالغضبية وبالعكس، أو ناس القوى مطلقاً كدفع النفسانية بالروحانية ودفع الوهمية بالعقلية والنفسانية بعضها ببعض كما ذكر { لهدمت صوامع } رهبان السرّ وخلواتهم { وبيع } نصارى القلب ومحال تجلياتهم { وصلوات } يهود الصدور ومتعبداتهم { ومساجد } مؤمني الروح ومقامات مشاهداتهم وفنائهم في الله { يذكر فيها اسم الله } الأعظم بالتخلق بأخلاقه والاتّصاف بصفاته والتحقق بأسراره والفناء في ذاته { ولينصرنّ الله } يقهر بنوره من بارزه بوجوده وظهوره { عزيز } يغلب من ماثله باستعلائه وجبروته.
{ الذين إن مكّناهم في الأرض } بالاستقامة بالوجود الحقاني { أقاموا } صلاة المراقبة والمشاهدة { وآتوا } زكاة العلوم الحقيقية والمعارف اليقينية من نصاب المكاشفة مستحقيها من الطلبة { وأمروا } القوى النفسانية والنفوس الناقصة { بالمعروف } من الأعمال الشرعية والأخلاق المرضية في مقام المشاهدة، ونهوهم { عن المنكر } من الشهوات البدنية واللذات الحسيّة والرذائل المردية والمعاملة { ولله عاقبة الأمور } بالرجوع إليه.