التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً
٤٧
وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ بُشْرَاً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً
٤٨
لِّنُحْيِـيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً
٤٩
-الفرقان

تفسير القرآن

{ وهو الذي جعل لكم } ليل ظلمة النفس { لباساً } يغشاكم بالاستيلاء عن مشاهدة الحق وصفاته والذات وظلالها فتحتجبون يوم الغفلة في الحياة الدنيا { سباتاً } تسبتون بها عن الحياة الحقيقية السرمدية كما قال عليه السلام: "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا" . { وجعل } نهار نور الروح { نشوراً } تحيا قلوبكم به فتنتشرون في فضاء القدس بعد نوم الحسّ.
{ وهو الذي أرسل } رياح النفحات الربانية ناشرة محيية أو مبشرة بين يدي رحمة الكمال بتجلي الصفات { وأنزلنا } من سماء الروح ماء العلم { طهوراً } مطهراً يطهركم عن لوث الرذائل ورجس الطبائع والعقائد الفاسدة والجهالات المفسدة { لنحيي به بلدة ميتاً } أي: قلباً ميتاً بالجهل { ونسقيه مما خلقنا أنعاماً } من القوى النفسانية بالعلوم النافعة العملية { وأناسيّ } من القوى الروحانية { كثيراً } بالعلوم النظرية.