التفاسير

< >
عرض

تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً
٦١
وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً
٦٢
وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً
٦٣
وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً
٦٤
وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً
٦٥
إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
٦٦
-الفرقان

تفسير القرآن

{ تبارك الذي جعل في } سماء النفس بروج الحواس { وجعل فيها } سراج شمس الروح وقمر القلب { منيراً } بنور الروح { وهو الذي جعل } ليل ظلمة النفس، ونهار نور القلب يعتقبان { لمن أراد أن يذكر } في نهار نور القلب العهد المنسي وينظر في المعاني والمعارف ويعتبر { أو أراد } في ليل ظلمة النفس { شكوراً } بأعمال الطاعات واكتساب الأخلاق والملكات { وعباد الرحمن } أي: المخصوصون بقبول فيض هذا الاسم لسعة الاستعداد { الذين يمشون على الأرض هوناً } أي: الذين اطمأنت نفوسهم بنور السكينة وامتنعت عن الطيش بمقتضى الطبيعة فهم هينون في الحركات البدنية لتمرّن أعضائهم بهيئة الطمأنينة { وإذا خاطبهم } أهل السفاهة يسلمون مقالهم ولا يعارضونهم لامتلائهم بالرحمة وبعد حالهم عن ظهور النفس بالسفاهة وكبر نفوسهم بالتقوّي بنور القلب عن أن تتأثر بالإيذاء وتضطرب.
{ والذين يبيتون } أي: الذين هم في مقام النفس ميتون بالإرادة { سجداً } فانين بالرياضة قائمين بصفات القلب أحياء بحياته لله قائلين بلسان الحال الذي لا تتخلف عن دعائه الإجابة { ربنا اصرف }.