{الذين قال لهم الناس} قبل الوصول إلى المشاهدة {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} أي: اعتبروا لوجودكم واعتدّوا بكم فاعتدوا بهم {فزادهم} ذلك القول {إيماناً} أي: يقيناً وتوحيداً بنفي الغير وعدم المبالاة به، وتوصلوا بنفي ما سوى الله إلى إثباته بقولهم {حسبنا الله} فشاهدوه ثم رجعوا إلى تفاصيل الصفات بالاستقامة فقالوا: {ونِعْمَ الوكيل} وهي الكلمة التي قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقِيَ في النار فصارت برداً وسلاماً عليه {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل} أي: رجعوا بالوجود الحقانيّ في جنة الصفات والذات كما مرّ آنفاً {لم يمسسهم سوء} البقية ورؤية الغير.
{و} هم {اتّبعوا رضوان الله} الذي هو جنة الصفات في حال سلوكهم حين لم يعلموا ما أُخفي لهم من قرّة أعين وهي جنة الذات المشار إليها بقوله: {والله ذو فضل عظيم} فإن الفضل هو المزيد على الرضوان {يخوف أولياءه} المحجوبين بأنفسهم مثله من الناس أو يخوّفكم أولياءه {فلا تخافوهم} ولا تعتدوا بوجودهم {وخافونِ إن كنتم} موحدين، أي لا تخافوا غيري لعدم عينه وأثره {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} لحجابهم الأصلي وظلمتهم الذاتية خوف أن يضروك {إنهم لن يضرّوا الله شيئاً} إملاء الكفار وطول حياتهم سبب لشدّة عذابهم وغاية هوانهم وصغارهم لازديادهم بطول عمرهم حجاباً على حجاب، وبعداً على بعد. وكلما ازدادوا بعداً عن الحق الذي هو منيع العزّة ازدادوا هواناً.