التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٦
-آل عمران

تفسير القرآن

{ قل اللهمّ مَالِك المُلْك } تملك مُلك عالم الأجسام مطلقاً، تتصرّف فيه لا مالك ولا متصرّف ولا مؤثر فيه غيرك { تؤتي المُلْك مَن تشاء } تجعله متصرّفاً في بعضه { وتَنزع المُلْك مِمَنْ تشاء } بجعل التصرّف في يد غيره ولا غير ثمة بل تقلّبه من يد إلى يد، فأنت المتصرّف فيه على كل حال بحسب اختلاف المظاهر { وتعز من تَشاء } بإلقاء نور من أنوار عزتّك عليه فإنّ العزّة لله جميعاً { وتذِلّ من تَشاء } بسلب لباس عزتّك عنه فيبقى ذليلاً { بيدِك الخير } كله، وأنت القادر مطلقاً، تعطي على حسب مشيئتك، تتجلى تارة على بعض المظاهر بصفة العز والكبرياء، فتكسوه لباس العز والبهاء، وتارة بصفة القهر والإذلال فتكسوه لباس الهوان والصغار، وتارة بصفة المعز فتكون مذلاً، وتارة بصفة المذلّ فتكون معزاً، وتارة بصفة الغني فتعطي المال، وتارة بصفة المغني فتفقره، أي: تجعله مستغنياً عن المال، فقيراً لا يحتاج إلى شيء.