التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٣٥
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ
٣٦
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
٣٧
-آل عمران

تفسير القرآن

{ والله سَميعٌ } حين قالت امرأة عمران: { رب إني نَذَرت } إلى قولها: { عليمٌ } بنيتها كما شهدت بقولها { إنك أنتَ السَميع العليم }. واعلم أن النيّات وهيئات النفس مؤثرة في نفس الولد، كما أن الأغذية مؤثرة في بدنه. فمن كان غذاؤه حلالاً طيباً وهيئات نفسه نورية ونيّاته صادقة حقانيّة، جاء ولده مؤمناً صديقاً أو وليّاً أو نبيّاً. ومن كان غذاؤه حراماً وهيئات نفسه ظلمانية خبيثة ونياته فاسدة رديئة جاء ولده فاسقاً أو كافراً خبيثاً. إذ النطفة التي يتكوّن الولد منها متولدة من ذلك الغذاء، مربّاة بتلك النفس، فتناسبها. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الولد سرّ أبيه" ، فكان صدق مريم وبنوة عيسى عليهما السلام بركة صدق أبيها { وجدَ عندها رِزقاً } يجوز أن يراد به الرزق الروحاني من المعارف والحقائق والعلوم والحِكَم الفائضة عليها من عند الله، إذ الاختصاص بالعندية يدلّ على كونها من الأرزاق اللدنيّة.