{ إنّا أرسلناك شاهداً } للحق في الإرسال إلى الخلق غير محتجب بالكثرة عن الوحدة مطلقاً على أحوالهم وكمالاتهم بنور الحق { ومبشّراً } للمستعدّين السالمين فيه بالفوز بالوصول { ونذيراً } للمحجوبين { وداعياً إلى الله } كل مستعدّ بحسب حاله ومقامه { بإذنه } وما يسر الله له بحسب استعداده { وسراجاً منيراً } بنور الحق النفوس المظلمة بغشاوات الجهل وهيئات البدن والطبع { وبشّر المؤمنين } المستبصرين بنور الفطرة { بأنّ لهم } بحسب صفاء استعداداتهم { من الله فضلا } بإفاضة الكمالات بعد هبة الاستعدادات { كبيراً } من جنات الصفات.
{ ولا تطع الكافرين والمنافقين } في التلوينات كما ذكر في أول السورة فيتكدّر نور سراجك { ودع أذاهم } بنفسك لتنجو من آفة التلوين ورؤية فعل الغير فإنهم لا يفعلون ما يفعلون بالاستقلال بأنفسهم { وتوكل على الله } برؤية أفعالهم وأفعالك منه { وكفى بالله وكيلاً } يفعل بك وبهم ما يشاء، فإن آذاهم على مظهرك فهو القادر على ذلك مع براءتك عن ذنب التلوين كما فعل عند التمكين وإلا فهو أعلم بشأنه.