والعهد عهد الأزل وميثاق الفطرة وعبادة الشيطان، هو الاحتجاب بالكثرة لامتثال دواعي الوهم والصراط المستقيم طريق الوحدة. وقال الضحاك في وصف جهنم: "إن لكل كافر بئراً من النار يكون فيه لا يرى ولا يدري"، وذلك صورة احتجابه. ومعنى الختم على الأفواه وتكليم الأيدي وشهادة الأرجل: تغيير صورهم وحبس ألسنتهم عن النطق وتصوير أيديهم وأرجلهم على صور تدل بهيئاتها وأشكالها على أعمالها وتنطق بألسنة أحوالها على ملكاتها من هيئات أفعالها.
{إنما أمره} عند تعلق إرادته بتكوين شيء ترتب كونه على تعلق الإرادة به دفعة معاً بلا تحلل زماني {فسبحان} أي: نزّه عن العجز والتّشبه بالأجسام والجسمانيات في كونها وكون أفعالها زمانية {الذي} تحت قدرته وفي تصرّف قبضته {ملكوت كل شيء} من النفوس والقوى المدبرة له {وإليه ترجعون} بالفناء فيه والانتهاء إليه، والله أعلم.