{إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم} وهي شجرة النفس الخبيثة المحجوبة النابتة في قعر جهنم الطبيعة، المتشعبة أغصانها في دركاتها القبيحة الهائلة، ثمراتها من الرذائل والخبائث كأنها من غاية القبح والتشوّه والخبث بالتنفر {رؤوس الشياطين} أي: تنشأ منها الدواعي المهلكة والنوازع المردية الباعثة على الأفعال القبيحة والأعمال السيئة، فتلك أصول الشيطنة ومبادئ الشرّ والمفسدة، فكانت رؤوس الشياطين. {فإنهم لآكلون منها} يستمدّون منها، ويغتذون ويتقوّون، فإن الأشرار غذاؤهم من الشرور ولا يلتذون إلا بها {فمالئون منها البطون} بالهيئات الفاسقة والصفات المظلمة، كالممتلىء غضباً وحقداً وحسداً وقت هيجانها.
{ثم إنّ لهم عليها لشوباً من حميم} الأهواء الطبيعية، والمنى السيئة الرديئة، ومحبات الأمور السفلية، وقصور الشرور الموبقة التي تكسر بعض غلّة الأشرار. {ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم} لغلبة الحرص، والشره بالشهوة، والحقد والبغض والطمع وأمثالها، واستيلاء دواعيها مع امتناع حصول مباغيها.