التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ
٨٣
إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٤
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ
٨٥
أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ
٨٦
فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٨٧
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ
٨٨
فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ
٨٩
فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ
٩٠
فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ
٩١
مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ
٩٢
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِٱلْيَمِينِ
٩٣
فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
٩٤
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ
٩٥
وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ
٩٦
قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ
٩٧
فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ
٩٨
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٩٩
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
١٠٠
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ
١٠١
-الصافات

تفسير القرآن

ويمكن تطبيق قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام على حال الروح الساذج من الكمال { إذ جاء ربّه } بسابقة معرفة الأزل والوصلة الثابتة في العهد الأول { بقلب } باقٍ على الفطرة واستعداد صافٍ { سليم } عن النقائص والآفات محافظ على عهد التوحيد الفطري، منكر على المحتجبين بالكثرة عن الوحدة، ناظر في نجوم العلوم العقلية الاستدلالية والحجج والبراهين النظرية، مدرك بالاستبصار والاستدلال سقمه من جهة الأعراض النفسانية والشواغل البدنية الحاجبة، فأعرض عنه قومه البدنيون المدبرون عن مقصده ووجهته لإنكاره عليهم في تقيد الأكوان وطاعة الشيطان إلى عيدهم واجتماعهم على اللذات والشهوات التي يعودون إليها كل وقت { فراغ } أي: فأقبل مخفياً حاله عنهم على كسر آلهتهم بفأس التوحيد والذكر الحقيقي يضربهم { ضرباً } بيمين العقل فرجعوا { إليه } غالبين مستولين عند ضعفه، ساعين في تخريب قالبه { فألقوه } في نار حرارة الرحم، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً، أي: روحاً وسلامة من الآفات لبقاء صفاء استعداده ونقاء فطرته، وبنى عليه بنيان الجسد وجعل الله أعداءه من النفس الأمّارة والقوى البدنية الملقية إياه في النار من الأسفلين لتكامل استعداده، فتوجه إلى ربّه بالسلوك { وقال إني ذاهب إلى ربّي سيهدين } ودعا ربّه بلسان الاستعداد الكامل الأصلي أن يهب له ولد القلب الصالح، فبشّره به ورزقه.