التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٩
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ
١٠
ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ
١١
-فصلت

تفسير القرآن

{ قُلْ أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } أي: في حادثين كما ذكر أنّ اليوم معبّر به عن الحادث لنسبته إليه في قولهم: الحوادث اليومية لتشابهها في الظهور والخفاء، وهما الصورة والمادّة { وبارك فيها } أي: أكْثَرَ خيرها { وقدَّر فيها } معايشها وأرزاقها { في أربعة أيام } هي الكيفيات الأربع والعناصر الأربعة التي خلق منها المركبات بالتركيب والتعديل { سواء } مستوية بالامتزاج والاعتدال للطالبين للأقوات والمعايش، أي: قدّرها لهم { ثم استوى إلى السماء } أي:قصد إلى إيجادها وثم للتفاوت بين الخلقين في الإحكام وعدمه، واختلافهما في الجهة والجوهر لا للتراخي في الزمان إذ لا زمان هناك { وهي دخان } أي: جوهر لطيف بخلاف الجواهر الكثيفة الثقيلة الأرضية { فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً } أي: تعلق أمره وإرادته بإيجادهما فوجدتا في الحال معاً كالمأمور المطيع إذ ورد عليه أمر الآمر المطاع لم يلبث في امتثاله، وهو من باب التمثيل إذ لا قول ثمة.