{ فإنْ يشأ الله يختم على قلبك } أي: لا يفتري على الله إلا من هو مختوم القلب مثلهم { ويمح الله الباطل } كلام مبتدأ، ومن عادة الله أن يمحو الباطل { ويحقُّ الحقّ بكَلِماته } وقضائه إن كان افتراء يمحه ويثبت نقيضه وإن كان الافتراء ما يقولون فكذلك { وما عند الله خير وأبقى } لكونه أشرف وأدوم { للذين آمنُوا } الإيمان اليقيني ولا يتوكلون إلا على ربّهم بفناء الأفعال أي الذين علمهم اليقين وعملهم التوكل بالانسلاخ عن أفعالهم.
{ والذين يجتنبون كبائر الإثم } التي هي وجوداتهم وهو أخسّ صفات نفوسهم التي تظهر بأفعالها في مقام المحو { وإذا ما غضبوا } في تلويناتهم { هم يغفرون } أي: الأخصاء بالمغفرة دون غيرهم { والذين اسْتَجابوا لربّهم } بلسان الفطرة الصافية إذا دعاهم إلى التوحيد بتجلي نور الوحدة { وأقَاموا } صلاة المشاهدة ولم يحتجبوا بآرائهم وعقولهم بل { أمرهم شورى بينهم } لعلمهم أن لله مع كل أحد شأناً وإليه نظراً وفيه سرّاً ليس لغيره ذلك الشأن والنظر والسرّ { وممّا رَزَقْناهم ينفقون } بالتكميل { والذين إذا أصَابهم البغي هم ينتصرون } بالعدالة احترازاً عن الذلَة والانظلام لكونهم في مقام الاستقامة، قائمين بالحق والعدل الذي ظله في نفوسهم.