التفاسير

< >
عرض

حـمۤ
١
تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
٢
إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لأيَٰتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ
٣
وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
٤
-الجاثية

تفسير القرآن

{حم} جواب القسم محذوف لدلالة {تنزيل الكتاب} عليه، أي: أقسم بحقيقة الهوية، أي: الوجود المطلق الذي هو أصل الكل وعين الجمع، وبمحمد أي: الوجود الإضافي الذي هو كمال الكل وصورة التفصيل لأنزلنّ الكتاب المبين لهما أو يجعل {حم} مبتدأ و {تنزيل الكتاب} خبره على تقدير حذف مضاف أي: ظهور حقيقة الحق المفصلة، {تنزيل الكتاب} أي: إرسال الوجود المحمدي أو إنزال القرآن المبين الكاشف عن معنى الجمع والتفصيل في غير موضع كما جمع في قوله: { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [آل عمران، الآية:18] ثم فصّل بقوله: { وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ } [آل عمران، الآية:18]. {مِنَ الله} من عين الجمع {العزيز الحكيم} في صورة تفاصيل القهر واللطف اللذين هما. أما الأسماء ومنشؤها الكثرة في الصفات إذ لا صفة إلا وهي من باب القهر أو اللطف.
{إنّ في السموات والأرض} أي: في الكل {لآيات للمؤمنين} بذاته لأن الكل مظهر وجوده الذي هو عين ذاته {وفي خَلقكم} إلى آخره، {آيات لقوم يوقنون} بصفاته لأنكم وجميع الحيوانات مظاهر صفاته من كونه حيّاً عالماً مريداً قادراً متكلماً سميعاً بصيراً، لأنكم بهذه الصفات شاهدون بصفاته.