التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
٤
لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً
٥
-الفتح

تفسير القرآن

{ هو الذي انزل السكينة } السكينة نور في القلب يسكن به إلى شاهده ويطمئن وهو من مبادىء عين اليقين بعد علم اليقين كأنه وجدان يقينيّ معه لذة وسرور { ليزدادوا إيماناً } وجدانياً ذوقياً عينياً { مع إيمانهم } العلمي { ولله جنود السماوات } من الأنوار القدسية والأمداد الروحانية { والأرض } من الصفات النفسانية والملكوت الأرضية كالقوى البشرية وغيرها، يغلب بعضها على بعض بمقتضى مشيئته كما غلّب الملكوت السماوية الروحية على الأرضية النفسية في قلوبهم بإنزال السكينة، وغلّب الأرضية على السماوية في قلوب أعدائهم فوقعوا في الشك والريبة { وكان الله عليماً } بسرائرهم ومقتضيات استعداداتهم وصفات فطرة الفريق الأول وكدورة نفوس الفريق الثاني { حكيماً } بما يفعل من التغليب على مقتضى الحكمة والصواب { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } بإنزال السكينة { جنّات } الصفات الجارية من تحتها أنهار علوم التوكل والرضا والمعرفة وأمثالها من علوم الأحوال والمقامات والحقائق والمعارف { ويكفِّر عنهم سيئاتهم } من صفات النفوس { وكان ذلك عند الله فوزاً } بنيل درجات المقربين { عظيماً } بالنسبة إلى جنات الأفعال.