التفاسير

< >
عرض

فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١١
ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ
١٢
يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا
١٣
هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ
١٤
أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ
١٥
ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٦
إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ
١٧
فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
١٨
كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٩
مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ
٢٠
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ
٢١
وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ
٢٢
يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ
٢٣
-الطور

تفسير القرآن

{ فويلٌ يومئذ للمكذبين } الذين احتجبوا بالدنيا عن الآخرة فكذبوا بالجزاء { الذين } يخوضون في باطل الذات الحسيّة والاعتقادات الفاسدة والأقوال المزخرفة ويتعمقون في اللعب الذي هو الحياة الدنيا وزينتها السريعة الزوال.
{ يوم يدعون } أي: يجرّون ويسحبون بالعنف { إلى نار } الحرمان والآلام في قعر بئر الطبيعة الفاسقة المنحوسة في سلاسل التعلقات وأغلال الهيئات الجرمانية.
{ إنّ المتّقين } الذين اتّقوا الرذائل وصفات النفوس { في جنّات } من جنات الصفات ولذّة وذوق وتنعم فيها { فاكهين } متلذذين { بما آتاهم ربّهم } من أنوار التجليات ومعارف الوجدانيات والكشفيات { ووقاهم ربّهم عذاب } جحيم الطبيعيات والاحتجاب بالبهيميات والسبعيات من الهيئات.
{ كلوا } من أرزاق الحكم والعلوم الحقيقية التي هي قوت القلوب { واشربوا } من مياه العلوم النافعة وخمور العشق والمحبة أكلاً هنيئاً وشرباً { هنيئاً } سائغاً غير ذي غصّة { بما كنتم تعملون } بسبب أعمالكم في الزهد والعبادة والمجاهدة والرياضة. { متكئين على سرر } أي: مراتب ومقامات { مصفوفة } مترتبة كالتسليم والتوكل والرضا أو متقابلة تتساوى في مقاماتهم كقوله:
{ إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [الحجر، الآية:47].
{ وزوجناهم بحور عين } أي: قرناهم بما في درجاتهم من الصور المقدسة والجواهر المجردة من الروحانيات التي لا حسن وراء حسنها { وأمددناهم بفاكهة } من الواردات اللذيذة والمواجيد الذوقية والإشراقات البهيجة { ولحم } من العلوم المقوية للقلوب والحكم المحيية لها { مما يشتهون } أي: يشتاقون إليه بمقتضى استعداداتهم وأحوالهم { يتنازعون } يتعاطون ويتعاورون في مباحثاتهم ومحاوراتهم ومذكراتهم { كأساً } خمراً لذيذاً من المعارف والعشقيات والذوقيات { لا لغو فيها } بسقط الحديث والهذيان والكلام بما لا طائل تحته { ولا تأثيم } ولا قول يأثم به صاحبه وينسب إلى الإثم كالغيبة والفواحش والشتم والأكاذيب.