التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
٤
لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ
٥
يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ
٦
-الحديد

تفسير القرآن

{ خلق السموات والأرض في ستة أيام } من الأيام الإلهية أي: الآلات الستة التي هي من زمان آدم إلى زمان محمد عليهما السلام جميع مدّة دور الخفاء، أي: احتجب بها فظهر الخلق دونه إذ الخلق احتجاب الحق بالأشياء وهذا الزمان زمان الاحتجاب كما ذكر في (الأعراف).
{ ثم استوى } على عرش القلب المحمدي بالظهور في جميع الصفات غير محتجب بعضها ببعض ولا الذات بالصفات ولا الصفات بالذات، بل استوت كلها في الظهور في اليوم السابع أو في صور المراتب الستّ من الجواهر والأعراض المذكورة في (ق)، ثم استوى على عرش الروح الأعظم بالتأثير في جميع الأشياء في الصورة الرحمانية بالسوية والظهور باسم الرحمن { يعلم ما يلج في } أرض العالم الجسماني من الصور النوعية لأنها صورة معلوماته { وما يخرج منها } من الأرواح التي تفارقها والصور التي تزايلها عند الفناء والفساد وهي التي تنزل من السماء وتعرج فيها، أو ما ينزل من سماء الروح من العلوم والأنوار الفائضة على القلب وما يعرج فيها من الكليات المنتزعة من الجزئيات المحسوسة وهيئات الأعمال المزكية { وهو معكم أينما كنتم } لوجودكم به وظهوره في مظاهركم { والله بما تعملون بصير } لسبق علمه به وكونه منقوشاً في أربعة ألواح في عالم ملكوته بحضرته { يولج } ليل الغفلة في نهار الحضور { ويولج } نهار الحضور في ليل الغفلة، ويستر الجمال بالجلال ويحجب الجلال بالجمال { وهو عليم } بما أودع الصدور من أسراره ودقائق الغفلة والحضور وحكمتها ولطائف التستر والتجلي وفائدتهما لا يعلمها إلا هو.