{ ويوم نحشرهم جميعاً } في عين جمع الذات { ثم نقول للذين أشركوا } بإثبات الغير { أين شركائي الذين كنتم تَزْعمون } لفناء الكل في التجلي الذاتي { ثم لم تكن } عند تجلية الحال وبروز الكل للملك القهّار نهاية شركهم وعاقبته { إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين } لامتناع وجود شيء نشركه بالله.
{ انظر كيف كذبوا على أنفسهم } بافتراء الوجود والصفات لها وضاع { عنهم ما كانوا يفترون } فلم يجدوه شيئاً بل وجدوه لا شيء سوى المفتري أو كذبوا على أنفسهم بنفي الشرك عنها مع رسوخ ذلك الاعتقاد فيها.
{ ولو ترى إذ وقفوا على } نار الحرمان والتعذّب بهيآت نفوسهم المظلمة واستيلاء صور المفتريات عليهم في العذاب { فقالوا يا ليتنا نردّ ولا نكذب بآيات ربنا } من تجليات صفاته { ونكون من المؤمنين } الموحدين، لكان ما لا يدخل تحت الوصف { بل بَدَا } ظهر { لهم ما كانوا يخفون } من العقائد الفاسدة والصفات المهلكة والهيآت المظلمة ببروزهم لله وانقلاب باطنهم ظاهراً، فتعذبوا به { ولو ردوا لعادوا لما نُهوا عنه } لرسوخ تلك الاعتقادات والملكات فيهم { وإنهم لكاذبون } في الدنيا والآخرة لكون الكذب ملكة راسخة فيهم.