عدوّ الله هو الذي خالف عهده وأعرض بقلبه عن جنابه، فبالضرورة يكون مشركاً بمحبة الغير وعدواً لكل موحد ينفي الغير لكون كل منهما في عدوة حينئذ ولهذا قال: { عدوّي وعدوّكم } وأشار إلى كون الموالاة بينهما عرضياً لا ذاتياً بقوله: { تلقون إليهم بالموّدة } ثم بين امتناع كونه ذاتياً ببيان المنافاة الذاتية بينهما وعدم المناسبة والجنسية من جميع الوجوه بقوله: { وقد كفروا } إلى آخره، ثم أشار إلى أن وقوعها لا يكون إلا عند الجنسية وحدوث الميل إلى الشرك، فإن وقعت فلا بد منهما بقوله: { ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل } أي: طريق الوحدة.