التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
١٠
تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
١١
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٢
وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٣
-الصف

تفسير القرآن

{ يا أيها الذين آمنوا } الإيمان التقليدي لأن التجارة المنجية من العذاب الأليم التي دعاهم إليها إنما تكون للمحتجبين عن نور الله بصفات النفوس وهيئاتها { تؤمنون بالله ورسوله } تحقيقاً ويقيناً استدلالياً { و } بعد صحة الاستدلال وقوة اليقين { تجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم } لأن بذل المال والنفس في سبيل الله لا يكون إلا عن يقين { ذلكم خير لكم } لأنهما ستصيران إلى الفناء فإذا بعتموهما بالباقيات من اللذات المستعلية عليهما كان خيراً لكم { إن كنتم تعلمون } علماً يقينياً.
{ يغفر لكم } ذنوب سيئات أعمالكم وهيئات نفوسكم المظلمة { ويدخلكم جنات } من جنات النفوس لأنهم كانوا تاجرين باذلين الأنفس والأموال للأعواض، عاملين بقوله:
{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ } [التوبة، الآية:111] { تجري من تحتها } أنهار علوم التوكل وتوحيد الأفعال وعلوم الشرائع والاخلاق { ومساكن طيبة } كمقام التوكل وسائر منازل النفوس ومقاماتها { ذلك الفوز العظيم } بالسنبة إلى من ليس له هذه المقامات في تلك الجنات لا العظيم المطلق.
{ وأخرى تحبونها } وتجارة أخرى أربح منها وأجلّ محبوبة إليكم هي { نصر من الله } بالتأييد الملكوتي والكشف النوري { وفتح قريب } بالوصول إلى مقام القلب ومطالعة تجليات الصفات وحصول مقام الرضا، وإنما قال { تحبونها }، لأن المحبة الحقيقية لا تكون إلا بعد الوصول إلى مقام القلب وإنما سماها تجارة لاستبدالهم صفات الله تعالى مكان صفاتهم.