الحواريون هم الذين خلصوا عن ظلمة النفوس وسواد الهيئات الطبيعية بالوصول إلى مقام القلب وتنوّروا بنور الفطرة الأصلية، فابيضت وجوههم الحقيقية بالتصفية { من أنصاري إلى الله } أي: من معي متوجهاً إلى نصرة الله بالسلوك في صفاته { قال الحواريون } الصافون { نحن أنصار الله } ننصره بإظهار كمالات صفاته في مظاهرنا فسلكوا في صفاته وأظهروا أنوارها حتى بلغوا الكمال القلبي والتكميل بالتأثير { فآمنت طائفة } بهم وبتأثير صحبتهم لقبول استعداداتهم { وكفرت طائفة } لاحتجابهم بصفاتهم { فأيّدنا الذين آمنوا على عدوّهم } بالتأييد النوري { فأصبحوا ظاهرين } غالبين عليهم بالحجج النيرة والبراهين الواضحة، والله تعالى أعلم.