التفاسير

< >
عرض

يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمْ لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً
١
فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً
٢
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
٣
وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً
٤
-الطلاق

تفسير القرآن

{ ومن يتق الله } بحسب مقتضى مقامه واجتنب ذنب حاله { يجعل له مخرجاً } من ضيق المقام والمكاسب إلى سعة روح الحال والمواهب فمن يتقيه في معاصيه يجعل له مخرجاً من مضايق الهيئات المظلمة وعقوبات نيران الطبيعة { ويرزقه } ثواب جنة النفس وأنوار الفضائل من عالم الغيب { من حيث لا يحتسب } لعدم وقوفه منها ومن يتقيه في أفعال نفسه يجعل له مخرجاً إلى مقام التوكل ويرزقه تجليات الأفعال من حيث لا يحتسب، ومن يتقيه في صفات نفسه يجعل له مخرجاً إلى مقام الرضا ويرزقه روح اليقين وثمرات تجليات الصفات الإلهية في جنة القلب من حيث لا يحتسب لعدم شعوره بها، ومن يتقيه في وجوده والتنزه عنه يجعل له مخرجاً من ضيق أنائيته إلى فسحة الوجود المطلق ويرزقه الوجود الموهوب من حيث لا يحتسب ولا يخطر بباله { ومن يتوكل على الله } بقطع النظر عن الوسائل والانقطاع إليه من الوسايط { فهو حسبه } كافيه يوصل إليه ما قدّر له ويسوق إليه ما قسم لأجله من أنصبة الدنيا والآخرة { إن الله بالغ أمره } أي: يبلغ ما أراد من أمره لا مانع له ولا عائق، فمن تيقن ذلك ما خاف أحداً ولا رجاء، وفوّض أمره إليه ونجا { قد جعل الله لكل شيء قدراً } أي: عين لكل أمر حدّاً معيناً ووقتاً معيناً في الأزل لا يزيد بسعي ساع ولا ينقص بمنع مانع وتقصير مقصِّر ولا يتأخر عن وقته ولا يتقدّم عليه، والمتيقن لهذا الشاهد له متوكل بالحقيقة.
{ ومن يتّق الله } في مراعاة وقته والاجتناب عن ذنب حاله { يجعل له } من أمر سلوكه { يسراً } أي: متى راع آداب مقامه واجتنب ذنوب حاله في المواطن تيسر له الترقي منه إلى أعلى.