{لباساً يواري سوآتكم} أي: شريعة تستر قبائح أوصافكم وفواحش أفعالكم {وريشاً} أي: جمالاً يبعدكم عن شبه الأنعام المهملة ويزينكم بالأخلاق الحسنة والأعمال الجميلة {ولباس التقوى} أي: صفة الورع والحذر من صفة النفس {ذلك خير} من جملة أركان الشرائع لأنه أصل الدين وأساسه كالحمية في العلاج {ذلك من آيات الله} أي: من أنوار صفاته، إذ الاجتناب عن صفات النفس لا يحصل ولا يتيسر إلا بظهور تجليات صفات الحق. وإلى هذا أشار القوم بقولهم: إن الله لا يتصرّف في شيء من العبد إلا ويعوّضه أحسن منه من جنسه {لعلكم تذكرون} عند ظهور تجليات لباسكم النوري الأصلي أو جوار الحق الذي كنتم تسكنون فيه بهداية أنوار الصفات {لا يفتنكم الشيطان} عن دخول الجنة وملازمتها بنزع لباس الشريعة والتقوى عنكم {كما أخرج أبويكم} منها بنزع اللباس الفطري النوري.