التفاسير

< >
عرض

لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ
٢٩
عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
٣٠
وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلَٰئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِيمَٰناً وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ
٣١
-المدثر

تفسير القرآن

{ لوّاحة للبشر } مغيرة لظواهر الأجساد إلى لون سواد خطاياهم وهيئات سيئاتهم وذلك من خاصية تلك النار كما تغير النار الجسمانية الألوان والهيئات { عليها تسعة عشر } هي الملكوت الأرضية التي تلازم المادة من روحانيات الكواكب السبعة والبروج الاثني عشر الموكلة بتدبير العالم السفلي المؤثرة فيه تقمعهم بسياط التأثير وتردّهم في مهاويها.
{ وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } لتغلبهم وتقهرهم فإن عالم الملك في قهر عالم الملكوت وتسخيره { وما جعلنا عدّتهم إلا } لابتلاء المحجوبين وتعذيبهم وزيادة احتجابهم وارتيابهم.
{ ليستيقن الذين أوتوا } كتاب العقل الفرقاني { ويزداد الذين آمنوا } الإيمان اليقيني العلمي { إيماناً } بالكشف والعيان فلا يرتابوا كما ارتاب الجاهلون بالجهل البسيط المحجوبون. أو ليستيقن الذين اوتوا الكتاب من المقلّدين ويزداد المحققون تحقيقهم ولا يرتابوا كما ارتاب الجاهلون الذي لا اعتقاد لهم تحقيقاً ولا تقليداً { وليقول الذين في قلوبهم مرض } نفاق وشك من الجاهلين بالجهل البسيط { والكافرون } المحجوبون باعتقاداتهم الفاسدة من الجاهلين بالجهل المركب { ماذا أراد الله بهذا مثلا } أي: شيئاً عجيباً كالمثل المستغرب المتعجب منه أي: ما ذكرنا عدّتهم وما جعلناها كذلك إلا ليكون سبباً لظهور ضلال الضالين وهداية المهتدين كسائر الأسباب الموجبة لضلال من ضلّ وهداية من اهتدى مثل ذلك المذكور { يضلّ الله من يشاء } من أهل الشقاوة الأصلية { ويهدي من يشاءْ من أهل السعادة الأزلية { وما يعلم جنود ربّك } عددها وكميتها وكيفيتها وحقيقتها إلا هو لإحاطة علمه بالماهيات وأحوالها { وما هي } أي: وما سقر متصل بقوله: سأصليه سقر من تتمة أوصافه.
وقوله: { وما جعلنا } إلى قوله: { إلاّ هو } اعتراض لبيان حال الزبانية { إلاَّ } تذكرة للبشر.