التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً
٩
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً
١٠
فَوَقَٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً
١١
وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً
١٢
مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً
١٣
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً
١٤
-الإنسان

تفسير القرآن

{ إنما نطعمكم لوجه الله } أي: قائلين في أنفسهم ذلك، ناوين بالإطعام رضا الله، فإن الأبرار يقصدون الخيرات مراضي الله لا الثواب لكونهم بارزين عن حجاب الأفعال إلى الصفات أو لذات الله ومحبتها إذ الوجه عبارة عن الذات مع الصفات لكونهم سالكين سائرين في بيداء الصفات إلى مقصد الذات، غير واقفين معها { لا نريد منكم جزاء } مكافأة { ولا شكوراً } وثناء لعدم احتجابنا بالأغراض والأعراض.
{ إنّا نخاف من ربّنا } يوم تجلي السخط والغضب وظهوره في صفة العبوس والقهر { فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم } بتجليه في صورة الرضا واللطف { ولقاهم } نضرة الرضوان وسرور النعيم الدائم { وجزاهم } بصبرهم عن اللذات النفسانية والتزيينات الشيطانية في جنان الأفعال مع أنوار الصفات جنة الذات وحرير ملابس الصفات الإلهية النورانية اللطيفة.
{ مُتكئين } في تلك الجنة على أرائك الأسماء التي هي الذات مع الصفات بحسب مقاماتهم ومراتبهم ودرجاتهم منها { لا يرون فيها } شمس حرارة الشوق إليها مع الحرمان ولا زمهرير برودة الوقوف مع الأكوان، فإن الوقوف مع الكون برد قاسر وثقل عاصر.
{ ودانية عليهم } ظلال الصفات قريبة منهم ساترة إياهم لاتصافهم بها وكونهم في روحها { وذللت } لهم { قطوفها } من ثمارعلوم توحيد الذات وتوحيد الصفات والأحوال والمواهب { تذليلاً } تاماً كلما شاؤوا جنوها وتلذذوا وتفكهوا بها.