التفاسير

< >
عرض

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً
١٩
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً
٢٠
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً
٢١
إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً
٢٢
-الإنسان

تفسير القرآن

{ ويطوف عليهم ولدان مخلدون } من فيوض الأسماء الإلهية المتجلية عليهم في عالم القدس وهي الأنوار الملكوتية والجبروتية المنكشفة عليهم في حضرات الصفات وجناتها. ولو كانت جنانهم من جنان الأفعال لطافت عليهم الحور مكان الولدان، لأن الأسماء مؤثرة في الأفعال والصفات مصادرها ومبادئ الآثار والهيئات وكونهم مخلّدين بقاؤهم على التجرّد أبداً { إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً } لنوريتهم وصفائهم وبساطة جواهرهم.
{ عاليهم ثياب سندس خضر } أي: تعلوهم ملابس سندس الأحوال والمواهب اللطيفة من أنوار الصفات البهيجة. والخضرة عبارة عن البهجة والنضرة وإستبرق الاخلاق الإلهية { وحلوا أساور من فضة } أي: زينوا بزينة المعاني المعقولة المنوّرة بنور الوجدان { وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً } من لذة محبة الذات والعشق الحقيقي الصرف الصافي عن كدر الغيرية واثنينية الصفات الطاهر عن دنس ظهور الأنائية والبقية.
{ إنّ هذا } المذكور من الجنة والأواني والولدان والشراب { كان لكم جزاء } لقيامكم بحق تجليات الصفات { وكان سعيكم } من الأعمال القلبية في مقامها كالخشية والهيبة عند تجلي العظمة والخضوع والأنس عند تلجي صفة الرحمة والإخلاص في طلب تجلي الوحدة وأمثال ذلك { مشكوراً } بهذا الجزاء.