{ إنّا نحن نزلنا عليك القرآن } بذاتنا دون من عدانا { فاصبر لحكم } التجلي الأحدي الذاتي في مقام الفناء مع بلاء ظهور الأنائية والبقية، فإن الربّ في مقام نزول الصفات هو الذات وحدها { ولا تطع منهم آثماً } محتجباً بالصفات والأحوال أو بذاته عن الذات وبصفات نفسه وهيئاتها عن الصفات { أو كفوراً } محتجباً بالأفعال والآثار واقفاً معها بأفعاله ومكسوباته عن الأفعال فتحتجب بموافقتهم.
{ واذكر اسم ربّك } أي: ذاتك الذي هو الاسم الأعظم من أسمائه بالقيام بحقوقه وإظهار كمالاته { بكرة وأصيلاً } في المبدأ والمنتهى بالصفات الفطرية من وقت طلوع النور الإلهي بإيجادها في الأزل وإيداع كمالاته فيها وغروبه بتعيينها واحتجابه بها وإظهارها مع كمالاتها.
{ ومن الليل } وخصص مقام النفس أو القلب حال البقاء بعد الفناء والرجوع إلى الخلق للتشريع بسجود الفناء والعبادة الحقانية فإن الدعوة لا تمكن إلا بحجاب القلب ووجود النفس { فاسجد له } سجود الفناء برؤية بقاء نفسك بالحق وفناء البشرية بالكلية فتكون موجوداً به لا بها، ونزّهه عن المعيّة والاثنينية والأنائية وظهور البقية { ليلاً طويلاً } بقاء دائماً أبديّاً ما دمت في ذلك المقام.
{ إنّ هؤلاء } أي: المحتجبين بالآثار والأفعال أو الصفات { يحبّون العاجلة } أي: شاهدهم الحاضر من الذوق الناقص { ويذرون وراءهم } يوم التجلي الذاتي، أي: القيامة الكبرى الشاق المعتبر الذي لا يحتمله أحد.
{ نحن خلقناهم } بتعيين استعداداتهم { وشددنا أسرهم } قوّيناهم بالميثاق الأزلي والاتصال الحقيقي { وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم } بأن نسلب أفعالهم بأفعالنا ونمحو صفاتهم بصفاتنا، ونفني ذواتهم بذواتنا فيكون أبدالاً.